أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ابراهيم البهرزي - قصائدٌ بين الضحك والبكاء















المزيد.....

قصائدٌ بين الضحك والبكاء


ابراهيم البهرزي

الحوار المتمدن-العدد: 2817 - 2009 / 11 / 1 - 20:20
المحور: الادب والفن
    


فارقُ التوقيت *


كانت الباصاتُ تتركني
لأجل أن انتظر عودتها ثانيةً ..
أو كنتُ اتاخرُ قصداً
لأتمتعَ بكسلِ الانتظارْ..

صار التأخيرُ والانتظار
لعبةً تتقافزُ بين أقدامِ السنين
وأتقافزُ بها مرحاً
غافلاً أو متغافلا تماما عن فروق التوقيتات..


مع أول مطرٍ لشتائيَ هذا
تلمّستُ بدفءٍ يدَ صبيّةٍ في العشرين
كانت ودودةً معي دوماً
إلا أنها حدَّقتْ هذه المرّةَ طويلا بعينيَّ
قبل أن تأخذَ يدها برفقٍ
لمأوى يدها الأخرى هامسةً :
ولكنك تأخرتَ كثيرا هذه المرةَ ,
ربّما لربعَ قرنٍ!!

مع أول مطر لشتائي هذا
تذكرتُ كل الباصاتِ التي تأخرتُ عنها
وتأملتُ كسلَ الانتظارِ العابثِ
وبكيتُ ….


• * الكلبُ......الكلب*

كان عندي كلبٌ صغيٌر
اسمه إبراهيم …أو هكذا اسماه أبي!
لم يكن كلبا من السلالات الأنيقةِ
كان كلبَ دروبٍ كما نسمّيهِ …
قذراً
تلقي لهُ العظامَ وتهارشهُ
وحينَ يحلُّ الظلامَ تقيّدهُ
خشيةً من أذاه على العابرين

حاولتُ مرارا أن أروضَ إبراهيم ..الكلبَ!
ليألفَ أصدقائي على الأقلْ!!
ولا جدوى ..
والمشكلة ُانه لا يفارقني..

صارَ لزاماً علي حيثما آنستُ بأصدقائي
في المنزل
أو البستان
أو الاجتماعاتِ الرشيدةِ!!
أن اربط إبراهيمَ ..الكلبَ!
لتمضي مجالسنا بسلامٍٍ

في سنينِ الخصوماتِ
وحيث تغدو الرفقةَ عدوّةً للفكرةِ الطازجةِ
وحيث تمطرُ امراضُ الرأسِ المبكّرةِ
ثمارها بغير مواسمها ..
بدوتُ للبعضِ مزعجاً أكثرَ من كلبي!!…

مع تقادم ِالعهدِ
صار مألوفاً جداً
أن أجدَ نفسي مربوطاً
وكلبيَ القذر ..إبراهيمَ لا سواهْ!!
يدير مجالسهُ مع أصدقائي
بألفةٍ حميمةٍ …

اوَليستْ الدنيا ابنةُ كلبْ ؟!




* ( بّستة ) في غيرِ زمانها *



(مرّوا عليَّ الحلوين ْ…..)
جميعاً مرّوا
هذا الشهر :
جاءَ سعد خليل من الدنمارك
جاء علي جواد من النروج
جاء صلاح صلاح من كندا
ومرّوا عليَّ جميعاً…

(مرّوا علي َّالحلوين …..)
وكانوا حقّا حلوينَ جميعاً
حلوينَ كما هُم ساعةَ غادروا
وربّما أحلى ..
غير إنني شانَ العراقيينَ المقيمينَ
لم أكن حُلواً …

المكانُ بالمكينِ
هكذا يقول العُربانُ
وحيثُ لم يجد سعد خليل
البستانَ التي ظَّللتْ غرامياتنا الأولى
وحيثُ لم يجدْ علي جواد (سفينةَ نوح )
التي جدّفت بنُكاتنا الصاعقةِ
وحيث لم يجدْ صلاح صلاح
دروبَ الثمالة المنفرجةِ على الفجرِ
فأنني لم أجدْ من الحلاوةِ في البلاد
غيرَ الذكرى التي لا تلبثُ أن تكون دمعةً
لأنها مليئةٌ بالفجواتِ :
الراحلينَ مبكّراً
ممّنْ كُنّا نكتملُ بهِم …

لم أكنْ حلوًا أيها الحلوين
لأني حدّادُ بلاد الحدّادين
(وهل تجيدُ هذه البلادُ غيرَ حِرفةِ الحَديد ؟
بل
هل تركوا لها غيرَ الحديد؟)
حدّدُ بلادِ الحدّادينَ
مُسخَّمةً روحي
وملامحي
فعُذراً..
هكذا شاءت البلادُ الجاسية ..


(مروا علي الحلوين …..)
وحين جلسنا في المقهى
أو الحديقة
قلتُ لكم صّدقوني لمرةٍ واحدةٍ :
إن ناظم الغزالي لن يجيء
لا اليومَ
ولا يومَ القيامةِ الذي مرَّ قبل مجيئكُم من هنا !
وأنا لن اغني بدلاً منه أغنيةَ :
(مروا علي الحلوين …..)

بعد أن أيقنتمْ تماما ً
بانتحارِ المُغنّي ..
غادرتُم فرادى
وكنتُ ناديتُ عليكم :

خذوني معكُم ْ
لأنني أريدُ أنْ اغنّي :
(مرّوا عليَّ الحلوينْ ….)


لأنني
لن
أكونَ
حُلواً
بَعْدُ
أبداً ………..




• السلامُ عليكَ يا أبا الفقراءْ! *

تركتَ يتامى
ولاغيرَ!..
هل تحسبُ الإرثَ
لؤلؤة ًمن دموعْ ؟
البلادُ
-أبا الفقراءِ!-
تجوعْ !
وأكثرُ من ذاكَ :
أنَّ البلاد تَموعْ
وأنتَ تبيضُ لنا الذكرياتَ
تهدهدنا بالأغاني
وتوهمنا أنَّ حتفَ الليالي
نزيف الشموعْ! …

شموعٌ
شموعٌ
شموعٌ
ولاشيءَ في مشهدِ الحلمِ
غير ظلام العراقِ البديعْ !
اعُمياً نُحيكُ صباحاتَ أطفالنا ؟
وأكثرُ من ذاكَ :
أن غداً ..
-يا لناظرهِ !-
كم فظيعْ ؟!
تركتَ يتامى
ولاغيرَ ..
غيْرُكَ من لقطاءِ الزَواني
استطاعوا ..
ولم تستطيعْ ؟؟!
أما زلتَ تحسبُ أنَّ الرواةَ ملائكة ً
ونُدامى الحكايات ِ
محضُ قطيعْ ؟

أبا الفقراءِ
وَنَعْلٌ على من يلومُ بحبّكَ
رغمَ احتجاجي
فلا زلتَ ذاك الحليبَ
ولا زلتُ ذاكَ اليتيمَ الرضيعْ …



أنا اَتَجرّأُ فيكَ
لأنكَ بعضي
وبعضُ الجراح ِتطيقُ المباضعَ
كي تتّقي جَرباً
سارياً في القطيعْ!



* الخريفُ لا يؤْتمَنْ *

تركتُ عند الخريف
أمانةً
كبشٌ بِجَرسْ ..
لم يكُن بأرضيَ عشبٌ ..
تركتهُ عند الخريفْ ..

في الربيعِ التالي
ربما سيقولُ لي الخريفُ
-بل هذا أكيدٌ-
بأنهُ قد ذبح خروفي أضحيةٍ
للفقراء الجياع..
يقصُد أنَّ الخريفَ قد ذبحهُ
-وهذا معقولٌ جداً-
لان الخريفَ ورِعٌ وتقّيٌّ ..

يا ابن الزنى
يا خريفَ الشُؤمِ
وأنتَ التقيُّ الورعُ
الذي يذبح أماناتَ السُذَّجِ
لأجلِ الفقراءِ الجياع
أما تعيدُ لي جرسَ خروفيَ الذبيحَ فحَسبْ !!
أما تُودعَهُ عندَ الربيعِ التالي
أمانةً لأجلِ رقصيَ المؤجَّل
احتفاءاً بسذاجتي ؟
أم إنَّ خديعتكَ الموقَّرةَ
استكثرتْ عليَّ جلجلةَ الجرسِ ..
جرسَ خروفيَ المسروق لوجهِ الله ؟؟




* مثلَ إغفاءةٍ على أريكةِ النسيان *



إنني أتذكرُ يا فاطمة
أن كلَّ الدروب كانت تؤدي إلى البساتين
وان كلَّ البساتين كانت تؤدي إلى الغرام
وان كل الغرام كان يؤدي إلى السُكْرِ
وان كل السُكْرِ كان يؤدي إلى الغناء
وان كل الغناء كان يؤدي إلى البكاء
وان كل البكاء كان يؤدي إلى الصحو
وان كل الصحو كان يؤدي إلى الدروب
وان كل الدروب كانت تؤدي إلى البيوت
وان كل البيوت كانت تؤدي إلى النوم
وان كل النوم كان يؤدي إلى الصباحاتِ
وان كل الصباحات كانت تؤدي إلى النسيان
وان كل النسيان كان يعيدنا إلى الدروب التي تؤدي إلى البساتين التي تؤدي إلى الغرام الذي يؤدي إلى السكر …….الخ
إنني أتذكرُ يا فاطمة
إن هذه الدائرة كانت أوسعُ من الكونِ... .
ولكن لماذا صار الكونُ كلّه أضيقُ من هذه الدائرة ؟





* ذكرى الفاحشةِ الخالدة *



زهورُ فِراشنا القديم
ظلَّتْ صفراءَ
لقد تركنا الحمّى كلّها في لياليهِ …

تكسَّرتْ مياسمُ وردٍ رقيقةٍ
بين أخاديدِ اليتيكِ ..
كلاهُما طرّيٌّ
كلاهما يَحتكُّ شديداَ بخُلاصةِ الماءِ ..

بضاضَتُكِ القاسية على زهرةِ الفراشِ
كانتْ تتأذى أيضاً
من دمعةِ الميسمِ الخجولةِ ..

كنتُ اتاذى
من أذاكُما الطرّي
تنسحقانِ ببُطولةِ الانزلاقِ
وتسحقانِ لُجاجَتي الراكزة ..


الفراشُ القديمُ الذي هتكتْهُ المساحيقُ
لم تأخذَ الرغواتُ المغتصِبةُ
لمعانَه ُ
لمعانُ احتكاكِ أجنحةِ الفراشاتِ ببعضها
اليتيكِ المتموّجتينِ
وسيقانُ الزهورِ الصُفْرِ الرابضةِ بينهما
كمِرقبٍ بحْريٍّ عريقٍ
يُتابعُ إشارةَ سفينتي الهائمة
وشراعها المتلاطم …


كان فِراشاً قديماً
على سياجِ الشهوةِ السجينةِ …


لم يَزَلْ مأْوايَ في ليالي النابحينْ



#ابراهيم_البهرزي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صورة الملك فيصل الأول في ساحة الصالحية
- قصائدٌ اضاعت اسماءها
- ما أطيب العيش لو كنا ولدنا منغوليين جميعا !!
- ولكن الدوائر المتعددة اخطر من القائمة المغلقة...
- الهويدربهرز...الفة المواجع والمسرات
- كلاب بافلوف ..وقصائد أخرى
- حين أكونُ حماراً ..وقصائد أخرى
- أنيس وبدر ...وقوانين الانتخابات
- تشييع دون كيشوت ..وقصائد أخرى
- صوتُ الفكرة ....وقصائد أخرى
- المعنى اليتيم ..وقصائد أخرى
- لأيلولَ هذا النهارُ الكسيفْ
- ملحق ديمقراطي للعراقيين(مقيمين ومغتربين )
- (البغدادية ) وبشتآشان....الحقيقة والتوقيت
- عظات ونكات قبل مزاد الانتخابات-2
- من.................(زهيريات ابو رهام )
- في الطريق إلى افتتاحية طريق الشعب
- نقد صريح...لا عداء حقود
- عظات ونكات قبل مزاد الانتخابات -1
- وحوار مع الجبلي


المزيد.....




- الغاوون ,قصيدة عامية بعنوان (العقدالمفروط) بقلم أخميس بوادى. ...
- -ربيعيات أصيلة-في دورة سادسة بمشاركة فنانين من المغرب والبحر ...
- -بث حي-.. لوحات فنية تجسد أهوال الحرب في قطاع غزة
- فيلم سعودي يحصد جائزة -هرمس- الدولية البلاتينية
- “مين بيقول الطبخ للجميع” أحدث تردد قناة بطوط الجديد للأطفال ...
- اللبنانية نادين لبكي والفرنسي عمر سي ضمن لجنة تحكيم مهرجان ك ...
- أفلام كرتون طول اليوم مش هتقدر تغمض عنيك..  تردد قناة توم وج ...
- بدور القاسمي توقع اتفاقية لدعم المرأة في قطاع النشر وريادة ا ...
- الممثل الفرنسي دوبارديو رهن التحقيق في مقر الشرطة القضائية ب ...
- تابع مسلسل صلاح الدين الايوبي الحلقة 22 .. الحلقة الثانية وا ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ابراهيم البهرزي - قصائدٌ بين الضحك والبكاء